رحلة الى كاتلاندا
رشيد
هو شاب من عربستان في الثلاثين من عمره يعيش في مدينة الحرية. يعمل مهندسا في شركة
كبيرة. هذه الشركة بعييدة عن بيته. رشيد يركب سيارته كل يوم ساعة من بيته الى
الشركة. وساعة من الشركة الى البيت. أحيانا يسافر بالطائرة الى بلد وينام في فندق.
العمل كثير وصعب، هو دائما متعب.
رشيد
يحب صاحب الشركة لأنه لطيف ولكنه لا يحب عمله ولا يحب مدينة الحرية لأنه مزدحمة
دائما ولا يحب جواها الا في الصيف فقط. الناس في هذه المدينة مشغولون دائما. ابو
رشيد وامه كبيران في السن وغنيّان ولكنهما يعملان وهما ايضا مشغولان دائما. رشيد
يريد أن يزورهما ولكنهما مشغولان، يريد أن يتكلم معهما ولكنهما مشغولان، يريد أن
يخرج معهما ولكن ليس عندهما وقت، هما دائما يقولان له: غدا....بعد غد....الأسبوع
القادم....بعد عسرة أيام....في الإجازة القادمة. هما ابواه، وبيته بجانب بيتهما،
ولكنه لا يستطيع أن يراهما كثيرا....لا يستطيع ان يزورهما كثيرا....لايستطيع ان
يكلمهما كثيرا.
رشيد
ليس له أصدقاء، ليس له صديق واحد، رشيد رجل مختلف عن الناس، لايفهم الناس، والناس
لايفهمونه. هذا شيئ صعب. أمه تريده أن يتزوج، ولكن ابوه يقول انه صغير في السن. هو
في الثلاثين من عمره فقط! متى يتزوج؟ رشيد يريد أن يتزوج اليوم قبل غد، ولكنه
لايجد المرأة التي يحبها وتحبه، ويفهما وتفهمه، طبعا هو حزين جدا، ولا يدري ماذا
يفعل.
في
يوم من الأيام يقرأ في جريدة أن الزوجات الكاتلانديات جيدات جدا. هن يحببن أزواجهن
جدا، ويحببن عمل البيت، ويحببن أن يطبخن الطعام لأزواجهن، ويحببن أن يخرجن مع
أزواجهن، ويحببن أولادهن، ويعلمنهم أشياء كثيرة جيدة.
هناك بعض الرجال العربستانيين المتزوجين بنساء
كاتلانديات، وهم سعداءجدا، يفكر رشيد كثيرا ويقول هذه فكرة جيدة. سوف أسافر الى
كاتلاندا وابحث عن زوجة هناك. سوف تأتي وتعيش معي هنا. اريدها أن تعمل في البيت
فقط، لااريدها أن تكون مشغولة دائما مثل أبي وأمي. سوف نتكلم معا ونخرجا معا، سوف
يكون لنا أطفال، أبناء وبنات، انا احب الأطفال جدا، إن شاء الله سوف نكون زوجين
سعيدين.
رشيد
عنده ثلاثون يوما إجازة في الصيف القادم. تشتري تذكرة الطائرة، ثم يذهب الى سفارة
كاتلاندا ويأخذا التأشيرة. ابوه يقول له: لاتذهب يابنيّ. هولاء الناس يريدون فقط
أن يأخذوا نقودك. انت لاتعرف أحدا هناك. انت لا تتكلم لغتهم. يقول لأبيه: أنا لست
سعيدا هنا في عربستان يا أبي. امه تقول له تزوج امرأة من بلدك تفهمها وتفهمك. يقول
لأمه: لا اريد ان أعطي أسرتها نقودا كثيرة.
وفي
يوم السفر يأخذ بعض الملابس في حقيبته وبعض النقود وجواز السفر وتذكرة الطائرة
ويذهب الى المطار. أمه تقول له: أرسل الي رسالة
يا حبيبي، يقول سوف أفعل ذلك طبعا يا أمي، وابوه يسأله: متى ترجع الى بلدك؟
نحن نحبك، يقول سوف ارجع بسرعة يا أبي، ان شاء الله يركب وينام قليلا لأنه متعب،
يجلس بجانبه شاب عربستاني آخر، يتكلمان معا.
الشاب
العربستاني يذهب الى كاتلاندا للسبب نفسه! رشيد يضحك، والشاب اسمه حسين يضحك! تصل
الطائرة بعد عشر ساعات. كاتلاندا بعيدة. طبعا رشيد وحسين متعبان جدا، يركبان سيارة
أجرة ويذهبان إلى فندق معا. تقف سيارة الأجرة وينزلان منها ويأخذان حقائبهما، رشيد
ينام في غرفته وحسين ينام في غرفة بجانب غرفته.
في
الصباح اليوم التالي يستيقظان مبكرين، يغتسلان ثم ينزلان من غرفتهما، يدخلان مطعم الفندق،
ثم يأكلان طعام الإفطار، ويشربان الشاي الكاتلاندي الذيذ، مطعم الفندق مزدحم في
ذلك الوقت لأن كل الناس يريدون أن يشاهدوا كاتلاندا بعد طعام الإفطار، يسال حسين
رشيدا:
كيف
نبحث عن زوجة؟
لا أدري، انا لا اعرف احدا هنا، يمكن أن نسأل
صاحب الفندق أو الموظف الذي يعمل في الفندق.
عندي
فكرة، يمكن أن نشتري الجريدة ونقرأها، ربما نجد فيها شيئا. بعد ان يقرأ الجريدة
يقول لرشيد: هناك شركة عندها صور بنات كاتلانديات يردن أن يتزوجن، كل رجل يريد أن
يتزوج كاتلاندية يعطي شركة الف دولار، ثم يشاهد الصور ويجد الزوجة التي يبحث عنها.
الف
دولار مستحيل! هذا كثير جدا! سوف أعطيهم نصف هذا فقط.
لا
ليس كثيرا، من الصعب أن نجد زوجة بدون هذه الشركة، هل نبحث عنها في الشوارع أم في
الدكاكين؟ سوف أذهب معك.
لا سوف أذهب انا اليوم فقط، ثم نذهب غدا معا، إن
شاء الله أعطني الف دولار.
تفضل، (وفعلا يعطي رشيد حسينا الف دولار). سوف
أراك في الساعة الثانية، لاتذهب بعيدا ربما ارجع قبل ذلك، مع السلامة.
مع السلامة.
بعد
ذلك يخرج حسين من الفندق ويذهب الى الشركة، يخرج رشيد من الفندق ويمشي في الشارع،
كل الشوارع مزدحمة، ولكن رشيد سعيد لأن هذه أول مرة يزور كاتلاندا، ولأن الجو
جميل، يرى مطاعم في كل مكان. هناك ايضا دكاكين كثيرة تبيع الكلاب والقطط، كل دكان
يدخله يجد فيه كلابا وقططا، هل يحب كل الناس في كاتلاندا الكلاب والقطط؟ هذا شيئ
عجيب! يفكر رشيد في زوجته، هل يجد زوجة جيدة؟ هل تكون سعيدة معه؟ هل يعيش سعيد؟
الساعة الآن الواحدة والنصف، رشيد بعيد عن الفندق، يرجع الى فندقه، يصل قبل حسين
ويبحث عنه. حسين ليس في الفندق، ينتظر رشيد نصف ساعة، ثم ساعة، ثم ساعة ونصفا لا
يرى حسينا، يسأل موظف الفندق، يقول له الموظف: حسين ليس في الفندق، طبعا رشيد
غاضب، كيف يأخذ حسين منه الف دولار ثم يذهب، ولكنه يقول لنفسه: لا مشكلة، الناس في
كل بلد يأخذون من الأخرين نقودهم وأشياءهم ثم يذهبون. الناس هم الناس في كل مكان
يذهب الى المصرف ويأخذ نقودا أخرى، ولكن المشكلة هي أنه لا يعرف الشركة التي عندها
صور البنات ولا يدري ماذا يفعل.
في
اليوم التالي يستيقظ رشيد مبكرا قبل أن يأكل أو يشرب أو يفعل شيئا يشتري في
الجريدة ويقرأها، يجد الشركة التي يبحث عنها، يخرج من الفندق بسرعة ويذهب الى
هناك، الشركة مزدحمة. هناك رجال ونساء كثيرون يريدون ان يتزوجوا. هؤلاء الناس
يأتون من بلاد مختلفة، بعضهم يجلسون على كراسيّ وبعضهم يقفون. الشركة تأخذ مائة
دولار فقط من كل واحد وليس الفا! يشاهد بعض الصور ويجد صورة لبنت جميلة، هي لا
طويلة ولا كثيرة. هي طالبة في الجامعة في العشرين من عمره. يقول للموظف الذي يعمل
في الشركة: أريد أن ارى هذه البنت، يقول الموظف: سوف تقابلها غدا هنا، إن شاء الله
في الساعة العاشرة صباحا. يقول له رشيد: شكرا، ثم يذهب. طبعا لا يستطيع أن ينام
بالليل لأنه يفكر فيها، هل هي جيدة ام لا، هل تحبه ويحبها ام لا؟.
وفي
اليوم التالي يقابلها في الشركة، البنت سعيدة وهو سعيد، يخرجان معا ويمشيان معا
ويكلمها وتكلمه، يقول رششيد لنفسه: إنها لطيفة جدا. هذه هي الزوجة التي أبحث عنها،
وتقول البنت-واسمها كوتوموتو-لنفسها: إنها لطيف جدا. هذا هو الزوج الذي ابحث عنه،
كوتوموتو تقول له: ابي وامي يريدان أن يرياك، يذهب رشيد الى بيت ابيها وامها
ويقابلهما. البيت صغير، ولكنه نظيف، ابو البنت ليس غنيا، هناك قطة تجلس دائما وراء
كرسي بجانب الباب. القطة كبيرة مثل الكلب وجميلة جدا، ولكنها لا تمشي ولا تلعب،
يريد رشيد ان يلعب معها، ولكنها لا تريد أن تلعب، هي خائفة جدا، يقول رشيد: عندي
فكرة جيدة، سوف أعطيها بعض اللحم، تأكل قليلا منه ثم تذهب بعيدا. هذه القطة حزينة
جدا، رشيد لا يدري لماذا هي حزينة.
في
يوم من الأيام تقول ام كوتوموتو لرشيد: زرنا غدا، سوف تاكل معنا، سوف تطبخ لك
كوتوموتو لحما لذيذا. وفعلا يذهب رشيد الى بيتهم ويأكل اللحم ويشرب الشاي، هذا لحم
لذيذ، رشيد سعيد جدا. يقول لكوتوموتو: أريد أن اكل هذا اللحم اللذيذ كل يوم.
كوتوموتو تضحك وامها تضحك وابوها يضحك، هم سعداء. الأم تقول لرشيد: تفضل كل قطعة
أخرى، يقول رشيد: لا، شكرا. سوف اموت! سوف أعطي هذه القطة للقطة. هي لا تستطيع أن
تقول لا لهذا اللحم اللذيذ. القطة ليست وراء الكرسي الذي بجانب الباب. يبحث عن
القطة في كل مكان ولا يجدها. اين انت يا قطة؟ تقول له كوتوموتو: انت تأكل القطة
الآن يا حبيبي! ماذا؟ لا أفهم. ما معنى هذا الكلام؟ هل....أنت
تقولين....القطة....؟ بعد قليل يفهم رشيد أنه يأكل لحم القطة. رشيد غاضب جدا، يقول
له: نحن في عربستان لانأكل لحم القطط، لا أريد أن آكل لحم قطط. هل أنت مجنونة؟ لا
أريد أن أتزوجك. الأن يفهم رشيد لماذا القطة حزينة. القطة تفهم أنها سوف تموت
وتكون طعاما، يخرج رشيد من البيت بسرعة ولا يرجع مرة أخرى.
بعد
ذلك يذهب رشيد الى فندقه، يدخل غرفته ولايخرج منها منها ذلك اليوم، لا يريد أن
يأكل لحما بل لا يريد أن يأكل شيئا، يشرب الماء فقط لا يريد أن يكلم أحدا. في
اليوم التالي يقوم لنفسه: لا مشكلة، الناس في هذا البلد مختلفون من الناس في بلدي.
الناس في هذا البلد يأكلون لحم القطط والكلاب. سوف ابحث عن زوجة أخرى لاتأكل لحم
القطط والكلاب. وفعلا يذهب الى الشركة مرة أخرى. الموظف يأخذ منه مائة دولار أخرى
قبل أن يعطيه بعض الصور الأخرى. يبحث رشيد بعض الوقت في الصور ثم يجد صورة لبنت
جميلة، هي طويلة هذه المرة. يقول له الموظف: سوف تراها هنا بعد يومين لأنها في
إجازة الآن. هذه البنت تذهب الى الجامعة أيضا وتعمل في فندق في نفس الوقت. ينتظر
رشيد يومين، يمشي كثيرا في الشوارع، يأكل في الندق وأحيانا يأكل في المطاعم، يأكل
كل شيئ الا اللحم. ترجع البنت ويقابلها رشيد في الشركة. تسأله: ما اسمك؟ قبل ان
يقول اسمه يقول لها: لا اريد آكل لحم قطط ولا كلاب. هي لا تدري لماذا هو غاضب،
ولكنه تقول له: لا مشكلة. ومثل البنت الأولى، يريد ابوها وامها أن يرياه. يزورهم
في بيتهم ويكلمهم ويكلمونه. البنت-واسمها كيكيماك-تتكلم كثيرا دون ان تتوقف،
واحيانا تأكل وتتكلم في الوقت نفسه، رشيد يحب ان يسمع كلامها، كيكيماك سعيدة ورشيد
سعيد.
في
يوم من الأيام يريد رشيد أن يرى كيكيماكا، يريد أن يزور أباها وامها. وفعلا يذهب
إلى بيتهم، لكن لا أحد في البيت. هناك ورقة على الباب ويقرأ رشيد الورقة. تقول
الورقة ان كيكيماكا مريضة وهي في مستشفى بجانب الفندق التي تعمل فيه. رشيد خائف
على كيكيماكا. ينزل بسرعة ويركب سيارة اجرة ويذهب الى المستشفى الذي فيه كيكيماكا.
المستشفى ليس نظيفا، هل هذا المستشفى ام دكان؟ يسأل موظفة المستشفى عن غرفتها ثم
يذهب اليها، وعند باب غرفتها يقابل أباها. يسأله:
هل
كيكيماكا بخير؟
(الأب
يبكي) سوف تكون بخير قريبا، إن شاء الله.
ما
المشكلة؟
سوف
أقول لك غدا أو بعد غد. ارجع الى فندقك الآن.
بل
اريدك أن تقول ألآن ماذا يحدث
الطبيب
يقول كلاما عجيبا!
اريد
أن أكون بجانبها
لايمكن
ان تدخل غرفته
ما
معنى هذا الكلام؟ هل هي مريضة ام بخير؟ هل تموت أم تعيش؟
كيكيماكا
عندها الأيدز. الطبيب يقول إنها ليست مشكلة كبيرة؟
ماذا؟
الأيدز؟ كيف؟ هل هي متزوجة؟ ليست مشكلة كبيرة؟ هل هذا الطبيب مجنون؟
سوف
تكون بخير، ويمكن أن نتزوجا بعد ذلك.
ماذا
تقول؟ عندها الأيدز؟ نتزوج؟ هذا مستحيل. انت ايضا مجنون.
بعد
ذلك يخرج رشيد من المستشفى غاضبا جدا. يقول لنفسه: غدا إن شاء الله أو بعد غد سوف
أرجع الى بلدي. لا أريد أن اتزوج كاتلاندنية. لا أريد أن أتزوج أحدا. رشيد حزين
جدا. ماذا يحدث له؟ عنده مشاكل كثيرة. اول مشكلة بألف دولار. ثاني مشكلة مع
كوكوموتو ولحم القطط والكلاب. ثالث مشكلة مع كيكيماكا والأيدز. متى واين وكيف تأتي
المشكلة الرابعة؟ رشيد خائف وحزين ويريد أن يبكى.
يفكر
يومين آخرين. يقول لنفسه: كيف أتى كل هذا الطريق الطويل ثم أرجع إلى بلدي بدون أن
أتزوج؟ سوف أبحث مرة اخرى. ربما اجد المرأة التي اريدها. وفعلا يذهب مرة ثالثة إلى
الشركة. موظف الشركة يريد أن يراه كل يوم. يأخذ منه مائة دولار مرة ثالثة ثم يعطيه
بعض الصور. رشيد يشاهد الصور ويبحث عن المرأة التي يريد أن يتزوجها، يجد بنتا
جميلة وقصيرة. هي مهندسة مثله. يقول هذه المرأة جيدة سوف أفهمها وتفهمني. هي تعمل
بعض الوقت في شركة صغيرة قريبة من بيتها، وأحيانا تعمل في مدينة أخرى قريبة من
بيتها. تحب أن تخرج وتحب اسرتها وتحب الناس، هذا شيئ جيد، يقابلها ويتكلم معها ومع
ابيها وامها، رشيد سعيد ويقول: لا اريد أن أتزوج كوتوموتو ولا كيكيماكا، لا اريد
أن أتزوج إلا همونهي، وهو اسم البنت الجديدة. هومونهي ايضا تريد أن تتزوجه. يقول
لها: سوف نتزوج بعد أسبوع ونذهب إلى عربستان بعد أسبوعين، إن شاء الله. هومونهي
تبكي لأنها سعيدة.
قبل
السفر تقول هومونهي لرشيد:
اريد
نقودا لجوازات سفر جديدة لأبي وأمي وإخواتي العشرة وأولادهم.
تفضلي
يا حبيبتي (يعطيها نقود التي تريدها). إلى اين يسافرون؟
أنت
أحيانا تسأل أسئلة عجيبة! إلى عربستان طبعا يا حبيبي.
هم
لا يتكلمون اللغة العربية
سوف
تعلمهم انت اللغة العربية
ماذا
يفعلون في عربستان؟
ما
هذا السؤال العجيب يا حبيبي؟ سوف يعيشون معنا طبعا.
ماذا
تقولين؟ هل تضحكين؟ ما هذه الفكرة العجيبة؟ طبعا لا يمكن.
انت
غني وعندك بيت كبير
لا
ادري ماذا اقول. نعم هو كبير، ولكنه بيت واحد.
سوف
أكون سعيدة مع أبي وأمي وإخوتي وأولادهم. لا أستطيع أن اعيش دونهم. نحن نحب أن
نعيش معا، انت لا تحبني
بلى
احبك، ولكن أبوك وأمك وإخوتك العشرة وأولادهم؟ هذا كثير. من المستحيل أن اعيش مع
كل هؤلاء الناس في بيت واحد.
سوف
يكون مزدحما جدا، عندي فكرة جيدة، يمكن أن نشتري لهم بيتا جديدا هنا في كاتلاندا،
قريبا من هذا البيت.
هل
معنى كلامك انك لاتريد أن تتزوجني؟
بلى
اريد أن أتزوجك، ولكني لا اريد أن أتزوج أباك وأماك وإخوتك العشرة وأولادهم، وربما
تريد بعض صديقتك أن يزرنك.
(تبكي)
هل تحبني؟ يحب أن تحب أسرتي وصديقاتي، وتكون سعيدا لأنهم يزورنني.
انت
مجنونة، سوف اموت بسببك، أنت لا تريدين أن تتزوجيني، بل تريدين أن تتزوجي صاحب مصرف.
أنا لا أحبك ولا احب اسرتك ولا أحب صديقتك، لا أريد أن اتزوجك. سوف ارجع إلى بلدي
بأول طائرة.
بعد
ذلك يخرج رشيد من بيتهم غاضبا جدا، يكلم نفسه في الشارع يقول: هذه هي المشكلة
الرابعة. انا غاضب جدا.
تسمعه
امراة تمشي بجانبه في الطريق. تسأله:
ما
مشكلتك؟ هل يمكنني ان اساعدك؟
انت
عربستانية؟ ماذا تفعلين في كاتلاندا؟ هل تعملين هنا؟
لا.
لا أعمل هنا. أنا في إجازة ، انا ازور إلى كاتلاند. هل تعمل هنا؟
لا.
لا أعمل هنا. انا ابحث عن زوجة كاتلاندية، ولكن هذه الفكرة ليست جيدة. لا استطيع
أن أتزوج امرأة كاتلاندنية. انا مختلف جدا عنهن. سوف ارجع إلى بلدي بدون أن أتزوج.
هذا
شيئ عجيب ! لماذا لا تتزوج امرأة من بلدك تفهمها وتفهمك؟ يمكن أن نرجع معا
بالطائرة نفسها. متى ترجعين؟
قريبا،
إن شاء الله، وأنت متى ترجع؟
عندي
أسبوع آخر إجازة. لا اريد أن اسافر غدا. اريد ان أشاهد كل مكان في كاتلاندا. انا
احب كاتلاندا في الصيف واحد جواها.
انت
لا تريدين أن تشاهدي كاتلاندا؟
بلى.
انا ايضا عندي أسبوع إجازة. أنا ايضا اريد أن اشاهد كل مكان في كاتلاندا. كاتلاندا
بلد جميل، وجوه جميل في الصيف.
اين
تأكلين الليلة؟
في
مطعم لا يبيع لحم الكلاب والقطط.
يضحك
رشيد ويقول له الشبب. وفعلا يذهبان معا إلى مطعم لا يبيع لحم القطط والكلاب. هذه
أول مرة يأكل رشيد جيدا في كاتلاندا. رشيد سعيد مع المرأة العربستانية، واسمها
رشيدة. وهي أيضا سعيدة. في اليوم التالي. وقبل أن يقابل رشيدة يذهب رشيد إلى دكان
بجانب فندقه. ويشتري قطة صغيرة وجميلة ويعطيها رشيدة ويقول لها: لا تطبخي هذه
القطة. رشيدة تضحك وتأخذ القطة وتقول له: مستحيل، سوف تكون هذه القطة صديقتي.
بعد
ذلك يرسل رشيد رسالة إلى أسرته: سوف اصل بعد يومين، وترسل رشيدة رسالة إلى اسرتها:
سوف أصل بعد يومين. وفي يوم السفر يأخذ رشيد حقيبته وجواز سفره وتذكيرة الطائرة،
وتأخذ رشيدة حقيبتها وجواز سفرها وتذكيرة الطائرة. يركبان سيارة أجرة ويذهبان إلى
مطار كتي ستي. يركبان الطائرة معا ويجلسان معا ويتكلمان معا. رشيد يرى نفسه مختلفا
عن العربستانيين الآخرين، ورشيدة ترى نفسها مختلفا عن العربستانيات الأخريات.
ولكنه لا يرى نفسه مختلفا عنها، ولا هي ترى نفسها مختلفا عنه. هو يفكر مثلها، وهي
تفكر مثله. هي تحب الذي يحبه، وهو يحب الذي تحبه. رشيد يتزوج رشيدة في الطريق من
كتي ستي إلى المدينة الحرية. هذا شيئ عجيب! الناس الذين في الطائرة يقيمون لهما
حفلة زواج. يأكلون بعض الطعام ويشربون الماء والعصير، ثم يغنون معا. هذه حفلة
لطيفة جدا.
بعد
عشر ساعات تصل الطائرة إلى مطار مدينة الحرية. أسرة رشيد تنتظره في المطار، وأسرة
رشيدة تنتظرها في المطار. المطار مزدحم جدا. هل ينتظر كل هؤلاء الناس رشيدا
ورشيدة؟ أم رشيد تسأل ابنها: هل انت سعيد مع زوجتك؟ هل هي سعيدة معك؟ يقول: نعم،
نحن سعيدان. أبو رشيد يسأل ابنه: أين زوجتك الكاتلاندية؟ رشيد يضحك ويقول: الحمد لله
زوجتي عربستانية، وتقف بجانبي، وسوف تحبنا. ورشيدة تضحك وتقول: الحمد لله زوجي
يحبني، وسوف يحب أسرتي. كل الناس يضحكون. كل الناس سعداء.
والله اعلم بالصواب
انظر احمد حورشيد، سهلويه،
الجزء الأولى، 2011، ص 80-95.
No comments:
Post a Comment