الامام
الطبري (224 -310 ه )
نسبه
و مولده
هو الامام ابو جعفر محمد بن جرير
بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي, ولد
في طبرستان سنة مائتين وأربع وعشرين هجرية.
حياته
العلميّه
بدأ الطبري طلب العلم بعد سنة 240هـ وأكثر الترحال ولقي نبلاء
الرجال، قرأ القرآن ببيروت على العباس بن الوليد ثم ارتحل منها إلى المدينة
المنورة ثم إلى مصر والري وخراسان، واستقر في أواخر أمره ببغداد. سمع الطبري من
العديدين من مشايخ عصره وله رحلات إلى العديد من عواصم العالم الإسلامي التي
ازدهرت بعلمائها وعلومها و منها مصر.
فسمع بجرجان من أبي أحمد بن الغطريف جزاء تفرد في الدنيا بعُلُوِّه ،
وبنيسابور من مفقهه أبي الحسن الماسرجسي، وببغداد من الدارقطني، وموسى بن عرفة،
وعلي بن عمر السكري، والمعافى الجريري. واستوطن ببغداد،
ودرَّس وأفتى وأفاد، وولي قضاء ربع الكرخ بعد القاضي الصيمرى. وقال :
سرت إلى جرجان للقاء أبي بكر الإسماعيلي، فقدمتها يوم الخميس، فدخلت الحمام، ومن
الغد لقيت ولده أبا سعد، فقال لي : الشيخ قد شرب دواءً لِمَرَضٍ، وقال لي : تجيء
غدا لتسمع منه. فلما كان بكرة السبت، غدوت، فإذا الناس يقولون : مات الإسماعيلي.
شيوخه
لقي الإمام ابن
جرير الطبري كثيرا
من العلماء, وسمع من شيوخ يصعب حصرهم حتى قال الذهبي لما عدد أهم شيوخه قال : (
وأمما سواهم ) في حين يقول في غيره من العلماء: ولقي كثيرا غيرهم. لكن
ابن جرير لقي
أمما, وتدل على الكثرة الكاثرة, وللدلالة على كثرتهم انظر أسانيده في التفسير
والتهذيب.
ومن
شيوخه :
2. عمران بن موسى الليثي البصري وقد لقيه بها
في أول دخوله العراق, وكان رحمه الله حافظا صدوقا
ويعرف بالقزاز.
ويعرف بالقزاز.
3. أبو همام الوليد بن شجاع السكوني لقيه في
الكوفه
8. بشر بن معاذ العقدي البصري الضرير لقيه
بالبصرة.
9. إسماعيل
بن يحيى المزني صاحب الشافعي لقيه بالقاهرة وأخذ عنه الفقه.
.1 الشيخ
العباس بن الوليد البيروتي وأخذ عنه القراءات ببلده ببيروت.
تلاميذه
ومن اشهر تلاميذه:
1.
أبو
شعيب عبد الله بن الحسن الحراني وكان أكبر من ابن جرير.
2. الإمام الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني صاحب المعاجم والسنن والتصانيف.
3. الشيخ القاضي أبوبكر أحمد بن كامل قاضي الكوفة وصاحب التصانيف في الفقه.
4. الإمام أبو أحمد عبدالله بن عدي صاحب الكتاب الحافل :( الكامل في ضعفاء الرجال ).
5. القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني المعروف بابن طرار.
2. الإمام الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني صاحب المعاجم والسنن والتصانيف.
3. الشيخ القاضي أبوبكر أحمد بن كامل قاضي الكوفة وصاحب التصانيف في الفقه.
4. الإمام أبو أحمد عبدالله بن عدي صاحب الكتاب الحافل :( الكامل في ضعفاء الرجال ).
5. القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني المعروف بابن طرار.
ثناء
العلماء عليه
أثنى العلماء على
الطبري كثيرًا، فقالوا: إنه ثقة عالم، أحد أئمة أهل السنة الكبار، يؤخذ بأقواله،
ويُرجع إليه لسعة علمه، وسلامة منهجه. ترك عدة مؤلفات نافعة أبرزها تفسيره الكبير
جامع البيان عن تأويل آي القرآن المشهور بين الجمهور بتفسير الطبري. وهو أول تفسير
كامل وصل إلينا، أفاد منه كل من جاء بعده، ولهذا عدّ العلماء الطبري أبا التفسير،
كما عدوه أبا التاريخ؛ لأن له كتابًا كبيرًا في التاريخ لم يؤلَّف مثله، إلا أنه
لم يلتزم فيه بالتوثيق. وسماه تاريخ الأمم والملوك، وله أيضًا: تهذيب الآثار وغير
ذلك.
مصنفاته
تنوعت تصانيفه الكثيرة في العلوم المختلفة
من تفسير وحديث وفقه وغيره، واتسمت بالغزارة والقوة والإحاطة. ومن أشهر هذه
المصنفات :
أداب المناسك،وأداب
النفوس، واختلاف علماء الأمصار في أحكام شرائع الإسلام،و تاريخ الأمم والملوك
المشهور بتاريخ الطبري،و جامع البيان عن تأويل ءاي القرءان، والجامع في القراءات، والخفيف
في الفقه،و الرد على الحرقوصية،و صريح السُنَّة، وهو رسالة ذكر فيها مذهبه،و طرق
الحديث،وكتاب والعدد والتنزيل، وكتاب الفضائل، ومختصر الفرائض، وكتاب المسترشد، والسند
المجرد، وكتاب الوقف، هذا بالإضافة إلى بعض المؤلفات التي بدأ تأليفها وحال موته
دون إتمامها.
المثال
من تفسيره
يعني سورة ال عمران اية 185 : كُلُّ نَفْسٍ
ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ.
قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره: أن مصير
هؤلاء المفترين على الله من اليهود، المكذبين برسوله، الذين وصف صفتهم، وأخبر عن
جراءتهم على ربهم, ومصير غيرهم من جميع خلقه تعالى ذكره، ومرجع جميعهم إليه. لأنه
قد حَتم الموت على جميعهم، فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: لا يحزنك تكذيبُ من
كذبك، يا محمد، من هؤلاء اليهود وغيرهم، وافتراء من افترى عليَّ، فقد كُذِّب قبلك
رسلٌ جاءوا من الآيات والحجج من أرسلوا إليه، بمثل الذي جئتَ من أرسلت إليه، فلك
فيهم أسوة تتعزى بهم، ومصيرُ من كذَّبك وافترى عليّ وغيرهم ومرجعهم إليّ، فأوفّي
كل نفس منهم جزاء عمله يوم القيامة، كما قال جل ثناؤه:"وإنما توفَّون أجوركم
يوم القيامة"، يعني: أجور أعمالكم، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشر."فمن
زحزح عن النار"، يقول: فمن نُحِّي عن النار وأبعد منها"فقد فاز"،
يقول: فقد نجا وظفر بحاجته. يقال منه:"فاز فلان بطلبته، يفوز فوزًا ومفازًا
ومفازة"، إذا ظفر بها.
وإنما معنى ذلك: فمن نُحِّي عن النار فأبعد منها وأدخل الجنة، فقد
نجا وظفر بعظيم الكرامة,"وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"، يقول: وما
لذّات الدنيا وشهواتها وما فيها من زينتها وزخارفها,"إلا متاع الغرور"،
يقول: إلا متعة
صفاته
واخلاقه
كان الطبري أسمر مائلا إلى الأمة ، نحيف الجسم,
مديد القامة, اسود الشعر, فصيح اللسان قوى البيان, لم يكثر شبيه وبياضه، وكبير
اللحية, وحسن الصوت.
وكان ذا زهد وقناعة, ورع وديانه, حصوراً لا يعرف
النساء, شديد الإباء, لاتقبل عطية الأمراء عزوفاً عن الدنيا، غير ماتفت إلى
أبنائها، رافضاً لتولية القضاء، عظيم الاحترام للعلم واهله. ذكر السبكي في طبقات
الشافعية : أنه لما تقلد الخاقاني
الوزارة وجه إلى ابن جرير الطبري بمال كثير فأبى أن يقبله ، فعرض عليه القضاء
فامتنع ، فعاتبه أصحابه ، وطعموافي أن يقبل ولاية المظالم ، فانتهرهم وقال : قد كنت أظن أني لو رغبت في ذلك
لنهيتموني عنه. وقال أبو علي الطوماري في لسان
الميران : كنت مع أبو بكر بن مجاهد
فسمع قراءة ابن جرير فقال : ما ظننت أن الله تعالى خلق بشراً أحسن منه يقرأ هذه
القراءة ، وقال أحمد بن كامل القاضي تلميذ الطبري كما في معجم الأدباء : ما
سمعته قط لاحناً ، ولا حالفاً بالله عز وجل.
وفاته
قال أبو محمد الفرغاني حدثني أبو بكر
الدينوري قال لما كان وقت صلاة الظهر من يوم الاثنين الذي توفي في آخره ابن جرير
طلب ماءً ليجدد وضوءه فقيل له تؤخر الظهر تجمع بينها وبين العصر فأبى وصلى الظهر
مفردة والعصر في وقتها أتم صلاة وأحسنها، وحضر وقت موته جماعة منهم أبو بكر بن
كامل فقيل له قبل خروج روحه يا أبا جعفر
أنت الحجة فيما بيننا وبين الله فيما ندين به فهل من شيء توصينا به من أمر ديننا
وبينة لنا نرجو بها السلامة في معادنا فقال الذي أدين الله به وأوصيكم هو ما ثبت
في كتبي فاعملوا به وعليه وكلاما هذا معناه وأكثر من التشهد وذكر الله عز وجل ومسح
يده على وجهه وغمض بصره بيده وبسطها وقد فارقت روحه الدنيا.
قال أحمد بن كامل توفي ابن جرير عشية
الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاث مئة ودفن في داره برحبة يعقوب يعني
ببغداد قال ولم يغير شيبة وكان السواد فيه كثيرا وكان أسمر أقرب إلى الأدمة (السواد)
أعين نحيف الجسم طويلا فصيحا.
No comments:
Post a Comment